مازن السديري
تحدث أخطاء دون قصد، ففي سعودة التعليم بشكل سريع خلال الثمانينيات والتسعينيات الميلادية دخل كثير من الشباب حديثي التخرج إلى سلك التعليم وكان فيهم نسبة غير منخفضة من غير المؤهلين للقيام بمهنة المدرس... المدرس يا سادة هو اللبنة الأولى نحو النمو.
عندما يكون عمل السعودي أو توظيف السعودي يؤثر على سعودي آخر فلا مجاملة... بدأت بعض الجامعات السعودية تراعي خلال تلك الفترة تراجع مستوى المخرجات التعليمية بالنسبة للمرحلة المدرسية فعمدت إلى وضع سنة تحضيرية لتقويم الخلل وإعادة فرز مستوى الطلبة... التعليم كما تعلمون كان يعتمد بشكل كلي على الحفظ وانعدام التفكير أو التدريب لأن متطلب التعليم كان قائما بشكل أساسي على تقديم المنهج فقط.
سؤال قبل كل شيء ما وظيفة المدرس؟... كان رأي وزارة التعليم في تلك السنوات حينما كانت تسمى بوزارة المعارف أن دور المدرس هو تقديم المنهج فقط... لكن ما المهم الطالب أم المنهج... بكل تأكيد الطالب بمعنى عندما تنتهي السنة لابد من معرفة نمو وتحسن مستوى الطلبة... هناك شيئان يعيقان الطالب إما عدم سيطرته على المنهج وبالتالي تقل درجة استيعابه، وتذبذب السيطرة هذا ربما يعود أن المنهج ترتيبه غير منظم بالنسبة لفهم الطالب (أنا لا أتكلم عن جميع الطلبة فقد يكون مناسبا لأغلب الطلبة) لكن ما أتحدث عنه هو لبعض الطلبة فدور المدرس هو رفع كفاءة الطالب وتنظيم المعلومة له. وللمعلومية تشوش الاستيعاب لبعض الطلبة ليس نوعا من الغباء الذي يظنه بعض المعلمين لكي يخلي نفسه من مسئولية متابعة الطالب بل هي حالة طبيعية يعود سببها لأشياء كثيرة منها بيئي ووسط الاتصال الذي يعيش فيه الطالب... الشيء الآخر وهو الأخطر هو أن يراعي المعلم سلامة الاتصال بينه وبين الطالب فقد يكون الطالب ذا خط سيئ فلا يستطيع المعلم قراءة ما يكتبه أو خجل الطالب مما يؤثر على مشاركته أو قد يكون مهتز الثقة بالنفس مما يؤثر على استيعابه وعلى المعلم أن يراعي هذه الأمور.
الهدف من المعلم هو رفع مستوى الطلبة بالتالي كفاءة المنهج (أقصد بالكفاءة نسبة الاستيعاب والتجاوب) سؤالي هو لما لا يتم عمل اختبار أو تقييم يحدد نسبة تحسن الطلبة ففي حالة ارتفاع وتحسن درجات الطلبة ومتوسط المتفوقين أن يصب هذا بصالح المدرس ويخضع الطلبة لاختبار محايد للتأكد من سلامة الدرجات والسقوط في هذا الاختبار المحايد لا يؤثر ابدا على الطلبة ولا يسبب لهم الرسوب بل هو يكشف تلاعب المدرس في تحسن مستوى الطلبة... وإن كانت نتائج ايجابية يصب ذلك في صالح المعلم مما يتيح له تحسنا وظيفيا، وفي الحالة الثالثة إن لم يحدث أي تطور للطلبة (الشطار هم الشطار والخائبين هم انفسهم) يصب ذلك سلبا على المعلم ويخضع للمحاسبة... كما هو حقا على السعودية أن توظف شبابها حقا على هذا الشباب أن يقدموا زرعا طيبا للوطن وأهالي الطلبة وأن يكون المدرس معلما.