إنه مثل الطبيب

مازن السديري

في مقالي السابق بعنوان (متى يكون المدرس معلماً ) علق الكثير من الإخوة المعلقين بشيء من العتب والنقد ضد المدرسين ورد فريق آخر بان المدرس السعودي مبخوس الحق وان أنظمة التعليم لها دور... أحب أن أقول وبكل أمانة بان السعودية أعطت المعلم منذ سنوات طويلة الكثير من حيث الدخل و ساعات العمل والعلاوات والإجازات قياسا بسائر موظفي الدولة، ولكن في الجهة الأخرى أنا لست ضد إعطاء المدرس نظرا لحساسية المهنة لبعض الامتيازات مثل الأولوية بالقروض العقارية وبعض التسهيلات الوطنية ولكن ، مبدأ أن المعلم إذا لم يأخذ حقه المادي فبالتالي تسوء مخرجاته فهذا مبدأ مرفوض كما أن السعودة العشوائية في التعليم مرفوضة .

المعلم يا سادة مثل الطبيب ... وظيفة تحمل الأمانة والضمير الأخلاقي التي تتسامى على الماديات والصعوبات ... وظيفة تستدعي من أحب عملها ورسالتها لا لمن طمع في دخلها ...فلا عذر لطبيب في تخاذله إذا قل دخله كما لا عذر للمدرس.

يروي أحد الحكماء ان أجمل ما يناله المرء من توفيق كريم هو أن يكون في أقدار حياته معلمون فاضلون يضيئون الطريق لحياته المهنية ويكتشفون قدراته الكامنة ... وأنا شخصيا لا يزال حتى الآن يخلد في ذاكرتي أستاذي الذي أدين له بالكثير من نجاحي يكفي أن أقول إن فضاءات تفكيري بعد تعليمه لي لم تعد مثلما كانت ...مر الزمان لكي نتزامل أنا وهو للكتابة على صفحات هذه الصحيفة وهو الدكتور ناصر الحجيلان وهو الذي علمني ولا أقول درسني في المرحلة الثانوية قبل حصوله على الدكتواره ليعمل بعد ذلك كأستاذ جامعي ...كان ناصر لا يعتبر المنهج طرحاً معلوماتياً بل مادة لا بد أن يمتلك العقل و القدرة ومستوى الأفق لتفكيك المادة وتحليلها بكل متعة ...كان الدرس عبارة عن نقاش واختلاف والتوصل إلى اختلافات تتطلب البحث ،فتولد فينا حب البحث والقراءة وتكونت لدينا أفاق لم نكن نعلم بوجودها ... لم نكن نخشى الاختلاف معه وهو من عودنا على ذلك وبكل أدب ولكن الاختلاف ليس لمجرد الاختلاف بل كان المنطق يفرض نفسه...فشكراً له . معلم يذوب المنهج في بحر العلوم ومدرس آخر يعجز عن تلقين أسطر للحفظ ؛ لذلك كان (ناصر) معلماً فاضلاً وأما المدرس فهو مجرد إنسان ممل.

جميل ما قرأته والاجمل قلب الموضوع المعلم ,عدت بالذاكره سنوات طويله لمرحلة الدراسه

في بداية المقال استغرب واتعجب من بعض الاخوه المعلقين من يدعي بأن المدرس السعودي مبخوس الحق

هذا ما جعلني اقف موقف المقارنه بين المعلم السعودي وغير السعودي في طرحه للماده وايصال المعلومه وتميزه في الجذب لمادتة وجعلها محبوبه مرغوبه .وللامانه المعلم السعودي يفتـقر لجذب الطالب لمادتة يفتقر لأثراء مادته بمعلومات من خارج المنهج تجعل الطالب يتوسع في المعرفه ويفرغ مساحه في ذاكرته لموضوع درسه وتعلمه ليس من اجل الشهادة بل من اجل المعرفه والاطلاع والاستفاده مما يلقنه معلمــه المدرك الواعي

قد اكون خرجت عن الموضوع بعض الشي ولكن هي الذاكره وما استرجعته من خلال اجمل الايام

وهنا اوجه دعوه صادقه من القلب في هذا الشهر الكريم لاستاذي الفاضل اللذي لا زلت اتذكره وكانه لم يغيب عن ناظري لحظه واحده عندما يدخل الفصل ويرمي بكتاب الماده على الطاوله ويبداء بشرح الماده بكل حماس ونشاط بكل اتقان وجـديه وتمكن بدون الرجوع لدفتر التحضير ومراجعته ما تتخصص به . ما ابرعه من معلم وما اجملها من ماده وما احبك لقلبي استاذي الفاضل الاستاذ عاطف الزعبي معلم مادة التاريخ .وما اجمل معارضتي له بأن عقولنا لاتدرك سياسة الحروب العالميه وانها لن تأتي في امتحان الماده واصراره على ان نكون مطلعين على التاريخ من جميع جوانبه حتى من خارج المنهج . استاذي الفاضل لا اعلم هل انت حي او ميت الان . ان كنت حي فدعوتي لك برضاء الله وتوفيقه وان كنت ميت فرحمك الله رحمة واسعه واسكنك الفردوس الاعلى

استاذي الفاضل اقسم لك بان الدمع يملاء محاجر العين عندما اتذكرك واقف لك احتراما وتقدير

استاذي الفاضل يشهد الله في هذا الشهر المبارك بأني احبك ولم اعرف قدرك ومكانتك إلا بعد ان افتقدتك

استاذي الفاضل لك حبي واحترامي واتقديري وهذه دمعة الفقدان تسقط من محجرها لتبلغك اعظم احترام عرفه انسان

استاذي الفاضل امنيه ان التقيك وان لم التقيك في الدنيا رجائي من خالقي ان التقيك في الفرودس الاعــلى

استاذي قرأت موضوع يتطرق للمعلم فإذي بــك امامي بأبتسامتك تاره ونظرتك الحادة تارةً اخـــرى

استاذي فـ ليعذرني صاحب الموضوع بعد ان اقحمته بك لانك في نظري مثال للمعلم

استاذي احبك احبك احبك احبك

عذرا للاطاله استاذي يستحق الكثير

عذرا للخروج فأستاذي لازال في ذاكرتي

عذراً للمعلم السعودي فأستاذي افضل منهم

جزاك الله كل خير أخي الكريم كفاء وفائك لمن يستحق أجمل الوفاء

والتعميم في هذا الأمر وغيره يدخل في باب غير الانصاف

ومن العدل الاعتراف بأن هناك مربون فضلاء يتعاملون مع هذه المهنة العظيمة على أنها رسالة واجبة الأداء على أكمل وجه

وهي حقيقة يشي بها الواقع ولابد من الاعتراف بها أن بعض المنتسبين إلى المهنة وغيرها من المهم لا يهمهم في نهاية المطاف الا تحصيل الراتب ومن بعد ذلك سيان من استفاد ومن لم يستفد

والعبرة بالرضا الداخلي الذي يفوز به المنتمين إلى صفوف من أبديت له الاجلال والخسارة الحقيقية التي يمنى بها المقصرون



هي أمنية أن يتفانى كل منا في عمله مهما كانت ضآلته ومهما كان نوعه

فالأمم الا ترتقي الا بتظافر جهود المنتمين اليها



لك تحياتي عزيزي