هذه قصة واقعية تتطلب منا الرأي حول ما اذا كان بالامكان مسامحة الطرف المتجني أم لا .. تقول القصة :
الوقائع :
عندما يكون لديك شخصا بمثابة أخ بكل معنى الكلمة ، محرم ، وأنت بالنسبة له ( أخت وصديقة وكاتمة أسرار ومتفهمة لطبيعة نفسيته ، وحتى هذا الموقف كنت تعتقد أن لديك مكانة بارزة فى نفسه ) ، وقفت أنت معه فى مواقف كثيرة ومشرفة يعجز اللسان عن ذكرها ، وتعودت منه المعاملة الطيبة ودائمية السؤال والإطمئنان حتى وإن بعدت المسافات ، ولكن ....
تتفاجأ عندما تمر بمصاب أليم تكون خلاله بأمس الحاجة منه بالذات الى التعزية والوقوف معك وقفة عز أنه لم يهرع اليك لاحتضان اوجاع قلبك ، ولا تصدق ، ويزداد حزنك بسبب موقفه غير المتوقع وتظل تنتظر كثيرا لمسة حانية من يده على قلبك الموجوع ..
وبعد مرور سنة كاملة تلتقيه صدفة وبدون ترتيب للزيارة ، وحتى فى بلد آخر غير بلدك ، وإذا به يعتذر لك حد البكاء ويسرد لك أعذارا كثيرة ( صحيح ، هي لن تعوض لحظة مساندة فى تلك الفترة القاسية التى مررت بها) ولكنك تسامحه منطلقا من ان قد يكون له عذرا وانت تلوم ، ومن وعده بعدم المقاطعة ..
التزم قليلا بوعده ، ثم إلتهى فى حياته مرة أخرى ونسى أو تناسى مواقف كثيرة قاسية مررت بها انت وتستحق منه الوقوف بها معك لأنك بالنسبة اليه لست أي انسان عادي أو قريب ، وانما أنت انسان فوق العادة بالنسبة له كما يقال لأنك كنت له دائم العون فى مشاكله وتنتظر لمسة وفاء ..
طرق المعالجة التي قد يقترحها البعض :
- هناك من قد يقول لا تسألي عنه ، على طريقة : من لا يسأل عنك لا تسأل عنه.
- وهناك من قد يقول اللى يعز عليك هو فقط الذى يستحق العتب واللوم لأنه يهمك أمره ، فاستمر في عتابه ولا يصل بك الأمر الى مقاطعته ..
ويظل التساؤل حائرا :
- هل من الممكن أن أسامح اهماله وعدم مبالاته بالسؤال عنى؟؟ علما أنى أعلم جيدا أنه لا يمر بمشاكل .
- أم أن هناك من يرى ان لا أسامحه ، وهذا ما أميل اليه هذه المرة ؟
- هل هناك من يوافقني الرأي انني ( بالطبع ) سوف لن أعاديه ولن أكرهه ، ولكنه لن يكون بميزة من كان فى نفسى ووجدانى....
ختاماً :
هل أجد هاهنا جواباً يشفي الغليل ؟