ها أنتِ دوماً تطلُعينَ كموجــــــــةٍ
تيهاءَ تُغري الشاطىءَ المهجـــــــورا
يا من إذا طلعتْ طلعتُ تلهفــــــــاً
فأضلُ أقرأُ حسنها مبهــــــــــورا
وأضلُ أجمعُ من تناثرِ خطوهـــــــا
نفسي الحزينَ الغائرَ المنثــــــــورا
بيني وبينكِ أن تروحيْ روضـــــــةً
وأروحَ تلاً شاحباً مطمـــــــــورا
آوي إلى طودي أداري جرحــــــــهُ
وأريقُ فيهِ مآملي إكســـــــــــيرا
آوي أرممُ بابَ قلبي إثر مـــــــــا
خلفتهِ ، ومُخلعاً مكســـــــــــورا
يا مَن لها شوقي وكلَّ تشوقــــــــي
ولها أُنيخُ ركائبي تقديــــــــــرا
يا مَن هي السلوانُ إن عرفتهــــــــا
يا كلَّ حُلميَ ؛ أولاً وأخيـــــــــرا
أنا مَن طرقتُ البابَ بابكِ مـــــــرةً
والصبحُ يوسعُ ضوءهُ المنشـــــــورا
فهرعتِ كيما تفتحينَ وعنــــــــد ذا
طأطأتُ رأسي وانصببتُ وَقْـــــــورا
وسألتني من ذاكَ .. ماذا تشتهــــــي ؟
بل من أراكَ فناءنا المستـــــــورا ؟
فأجبتُ ثمَّ إجابةً تدرينهــــــــــا
سلفاً ، وطرفكِ يستهلُ فُتــــــــورا
أنا بائعٌ زهراً تداخلهُ الهـــــــــوى
فامتص عودهُ آصلاً وبَكــــــــورا
أنا مغرمٌ عبثتْ بهِ فتانــــــــــةٌ
فغدى يبيعُها لؤلؤاً وزهـــــــــورا
أنا من أنا ؛ صقرٌ تخلعَ جُنحُـــــــهُ
فهوى بأيدي العابثينَ أسيـــــــــرا
من كنتِ شزراً تلحظينَ ولوعـــــــهُ
في كل حينٍ تسرحينَ عبيـــــــــرا
من كم تمزقَ فوقَ رمشكِ روحُـــــــهُ
فانماعَ إثركِ مُولعاً مسحـــــــــورا
من غبتِ عنهُ مؤخراً وتركتــــــــهِ
رهنَ الرصيفِ مُؤمِلاً مخســـــــورا
من هلَ من مدنى جلالكِ مُحرمــــــاً
ليطوفَ بيتَ جمالكِ المعمــــــــورا
وهناكَ ألقى الصمتُ فيما بيننـــــــا
قيثارةً عُزفتْ أسىً وســــــــرورا
وأطلتِ الأبصارُ ملىءَ عيوننـــــــا
تتناقلُ اللهفَ الخبيءَ ضَمــــــــورا
وانثالَ صوتٌ من ورائكِ صائحــــــاً
من ذا ؟ أطلتينَ الوقوفَ كثــــــيرا !
فثنيتِ خدكِ وانثنيتُ لينثنــــــــي
ذاكَ اللقاءُ مَغانماً وزفيــــــــــرا
يا أيها الكأسُ الذي ريِّيْ بــــــــهِ
حتامَ أحيا الظامىءَ المحجــــــــورا
أو ليسَ لي قدرٌ بكاساتِ الهـــــــوى
وأنا الذي أضنى الهوى تعبيــــــرا ؟!
للشوقِ يومٌ إن سيجمعُ بيننــــــــا
فلهُ خلودُ الشائقينَ دُهــــــــــورا
ما لم ؛ فليتَ حُلولهُ إما يكــــــــنْ
ينحلُّ شرباً سلسلاً مَقـــــــــرورا
يا أيها النصُّ الذي ذيلتــــــــــهُ
بشروحِ حُبيَ مُمعناً تفسيـــــــــرا
ليتَ الذي أعطاكِ حُسنكِ وافـــــــراً
أعطى فؤاديَ صبرَهُ الموفــــــــورا
هذا مُحبكِ فاقرأيهِ قصيـــــــــدةً
وافتكِ حرفاً مُوجعاً مسطــــــــورا
للشاعر : عبد الحكيم المليكي