فاجأني أحد أغلى أحبتي بعد صلاة فجر هذا اليوم برسالة نصية ضمنها دعوات طيبة وأمنيات غالية وتبريكات جميلة وعندي أثيرة لإدراكي أنها نابعة من قلبه الشفيف يحفظه الله .. تذكرت من خلالها أنني في مثل هذا اليوم والشهر من عام 1381هـ حللت ضيفاً على الحياة ثم عافستها طويلاً فأتعبتها وأتعبتني ونازلتها وهزمتني كثيراً . خلال رحلتها حققت بعض ما أحب وبقي الكثير مما أحب.
وإنها للمسة حانية تلك التي أفضل بها الحبيب متع الله بحياته ولا حرمني من حبه أحمدها له وأجلها ، وهي تحفزني على استقطاع جزء من وقتي للتدقيق في حساباتي وتقويم الإيجابيات في حياتي وهي قليلة والسلبيات وهي كثيرة مع شديد الأسف .
وإنه لمن المؤلم حقاً أننا ننشغل في هذه الحياة عن اهتبال مثل هذه الفرص للتأمل في مسارات دروبنا والتفكر في إنجازاتنا وإخفاقاتنا ، ولو أنا فعلنا لكان قمن بنا أن نخطط لما بقي من حياتنا ، إذ هو أمر حيوي وهام أن يعيش الإنسان وفق خطة محكمة ووجهة واضحة المعالم ، وهو أمر حيوي وهام أن يستثمر الإيجابيات التي وفقه الله تعالى لصنعها وأن يتخلص من السلبيات التي ارتكس في لوثاتها.
إن من المهم جداً جداً أن نعترف بأن مسيرنا في الحياة أثمر ارتكابنا لأقوال وأفعال تمنينا لو أننا لم نرتكبها ، وقصرنا في أداء واجبات وددنا لو أنا أخلصنا في أدائها ، وفشلنا في تحقيق أهداف تاقت أنفسنا واشتاقت قلوبنا طويلاً لتحقيقها . بكل أسف أخطأنا في حق ربنا وأنفسنا وقصرنا في حق الكثيرين ممن تربطنا بهم الروابط الاجتماعية المختلفة من آباء وأمهات وأزواج وأولاد وأحبة وأصدقاء وزملاء وجيران ومعارف وغيرهم .. قصرنا كثيراً بالمساهمة بفعالية في إعمار الأرض بالخير ، ولم نبذل ما هو مأمول منا فيما وكلنا الله أمر أدائه وتحقيقه.
ولأن الأمل سمة من سمات الإنسان المسلم فهو أكبر عزاء لأن نتدارك فيما بقي ما فرطنا فيما مضى.
للحبيب الغالي أصدق معاني الشكر والعرفان بالجميل والحب الذي هو أعظم جميل في دنيا يتزايد فيها التزييف ويشيع كثيراً التنكر لصنائع المعروف، وللجميع دعاء بالتوفيق في كل دروب الحياة. والله أسأل مخلصاً أن يوفقني وإياكم لخير القول والعمل ، وأن يعفو عما مضى ويصلح ما بقي.
9/10/1432هـ الموافق 7/9/2011م
الرياض