بقلم الدكتور: خالد المنيف
أتصل بي والحزنُ قد بان في صوته والأسى قد أثقل حرفه.. قال: مشكلة عويصة أمرّ بها!..
قلت : خيراً !.. ماذا حصل؟
قال: دورة لغة في الخارج لمدة سنة، فرصة أحلم بها، لكن المشكلة هي رفض زوجتي مرافقتي لأنها تترقب تعيينها مساعدة، وإذا سافرت ربما تفوت عليها الفرصة، وأنا مصرٌ على أن ترافقني.. والحقيقة (والكلام له) أنه ليس ثمة حل عندي الآن، إما ترافقني أو الطلاق!!.
قلت له: يا أخي الكريم إن كنت قررت أن تطلق فتوكل على الله، وإن كنت قد اتصلت حتى تستشير فاستمع مني!.
قال لي: بل حتى استنصحك.
قلت له: ادعُ زوجتك الليلة إلى أحد المطاعم الفاخرة الهادئة، وبعد أن تسمعها جميل الكلام وعذب الهمسات افتح الموضوع بهدوء وسعة بال، وأحضر ورقة وقلما وتعاون مع زوجتك في كتابة عشرة حلول على الأقل لحل المشكلة..
قلت له جرب وسترى ما يسرك بإذن الله.
اتصل بي من الغد وفؤاده يخفق فرحا والسرور قد تدفق بين شفتيه قائلا : أبشرك، فرجت، كتبنا أكثر من عشرة حلول واتفقنا على حل يرضي الطرفين
وهو أنها ترافقني أثناء العطل وفوقها إجازة لمدة شهرين مرافقة، والحمد لله
انحلت العقدة وكشفت الغمة.
وقفة :
كثير من الناس يأسر نفسه بقيد (إما كذا أو كذا).. ولا وجود للمناطق الرمادية في حياته. إن إستراتيجية لعبة البدائل تفتح أمامك الاختيارات وتسهل لك الأمور وتقرب وجهات النظر.. فإذا ما وقعت في أزمة فما عليك إلا أن تأخذ ورقة وقلما" وفي مكان هادئ وبنفسية مسترخية وتبدأ بكتابة أي حل مهما كان غير منطقي، وستجد الحلول تتدفق كالشلالات على ورقتك، وستجد من تلك الحلول ما يناسبك ويرضي جميع الأطراف.
أخي الكريم، أختي الكريمة، تذكر أنك كلما مارست لعبة البدائل وطبقتها في حياتك حتى تصبح جزءا من أسلوبك ستعظم قدرتك على حل المشاكل
والخروج من الأزمات بكل سهولة ويسر.
ومضة قلم :
تأكد أن لكل مشكلة عشرة حلول على الأقل...
=671578644&p[]=10150291987228645]