انسالت كهارب الفرحة في عروقي مع انسياب الدم عندما تحدثت إليك ، وضمخ كياني شعور معطر بأريج المودة والطيبة الاستثنائيتين ، ومجدداً أتيح لقلبي فرصة العيش في براري الثقة ، البراري المسكونة بالزهور والورود والخضرة التي تحيل الكيان إلى مسرح غير مفتعل للسعادة الحقة ، سرى في كياني ومع شرايين دمي شعور طاغ ورغبة عارمة لإعلان الحب تجاه كل قلب يسكن كوكبنا الجميل ..
وعندما طرق صوتك الحبيب مسامعي نفحني دفء سرى أريجه إلى نخاع عظامي وتجولت كهاربه السيالة في أرجاء نفسي، دفء لا يشبهه إلا الدفء الذي يحل بالكون بعد قراسة الشتاء ..
وسرت في عروقي كهارب سيالة لم أعهد انسيالها منذ عهد، كهارب تشي بالتلبس بعذوبة الحب وبراءة الطفولة وشقاوة القلب الشفيف عذب الصدق ، وتلبسني شعور مفعم بالسرور مختلط بلذة القلق ومرارة الخوف وتوق الترقب ..
تخيلتني أنصت بجماع قلبي إلى دعاء كروان، هديل ورق ، نوح حمامة ، إنشاد بلبل ، تغريد طائر ،زقزقة عصفور، شدو شادي، وشرد بي الخيال حد القبض على مرأى مهرة شرود تبهر النظر ،حد رؤية إشراقة قوس قزح تنحني على سمائي، حد رؤية أسراب حمائم ونوارس وطيور وفراشات ملونة تمخر عباب سمائي الحلم ..
أخذني صوتك العذب إلى جولة في حديقة غناء تعمر جنباتها الزهور الملونة والأشجار رائعة الخضرة والشلالات المنسابة والفراشات المسحورة ، إلى رحلة في عوالم البراءة ، إلى نزهة في ملاعب الصبا، إلى نقلة صوب عالم خال من الرياء والزيف والنفاق، نحو أفق تلوح فيه الصراحة الجالبة للراحة ويجلله الصدق الجارح، إلى سفر صوب مدينة حلم ..
حبيبتي
معك تشبث بالمستقبل الواعد ، واستشراف له ، نسيان لأتعاب الماضي، استمتاع باللحظة الحاضرة ، معك وعد بأمل مرتقب ، وحلم يراد له أن يتحقق ، ورجاء لسعادة منشودة ..
وأنتي يا قلبي المبتدأ والمنتهى ، أنتي يا أملي الملاذ والمرفأ ، أنتي يا روحي البحر والمينا ،أنتي يا نظر عيني أهم من كل مهم ، مهما صار ومهما تم ، فلا عدمت حدبك وحبك..