الصديق الصدوق يعد من قبيل العملة النادرة في هذا الزمان وربما في أزمان أخرى ، إذ كثيراً ما سمعنا وقرأنا الكثير حول هذه الندرة ،
والواقع إنني ومن تجربتي المتواضعة في الحياة بت أتفهم مثل هذا الخلل وإن كنت لا أبرره ، ذلك أن الإنسان ضعيفاً ، وهو مستمر التغير
بالإضافة إلى أن للطرف الآخر أيضاً دور في نماء العلاقة ، أي علاقة ، أو ترديها وانطفاء وهجهها النوراني. ومن منظوري المتواضع أرى أن يكون الإنسان منطقياً فلا يسرف في توقع الكثير ممن هم حوله ، وهو يحسن إلى نفسه إن هو عاملهم بأخلاقه الطيبة ، ولم يعاملهم بأخلاقهم المتذبذبة الناشئة وفقاً لردود الأفعال المتأرجحة .
ومن الحصافة أيضاً أن ينتقي الإنسان من يتخذه صديقاً ، ولا يسرف في الثقة ، ولا في التمنع ، بل يكون في الأمر وسطاً . نحن لسنا مكلفين بالبحث عن مقاصد الناس ونياتهم ويسعنا أن نحسن الظن بهم ونتغافل عن كل ما نستطيع من زلاتهم وأخطائهم مستصحبين في ذلك النية الطيبة بأن ننال أجزل الأجر من الله العزيز المتعال ، ولا يهم بعد إن خان الأصدقاء وغدر الخلان وتنكرت لنا القلوب التي أحببنا بتفان وصدق.
هو ذا الإنسان الذي نطمح أن نكونه وأن يكون بيننا ، والمهمة شاقة ، ولابد ، لكنها تستحق العناء.
يقول الشاعر : بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها .. تنال إلا على جسر من التعب .