د. فهد بن ناصر العبود
وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله على قرار مجلس التعليم العالي الخاص بإنشاء الجامعة السعودية الإلكترونية. وهذه الجامعة تعد الأولى من نوعها في المملكة وسوف تعنى بتطبيقات التعليم الإلكتروني المبني على تقنيات المعلومات والاتصالات.
وعندما نتحدث عن جامعة إلكترونية فإنه يفترض أن تكون إلكترونية بحتة بدءاً من القبول الإلكتروني ومروراً بجميع المراحل اللاحقة كالمناهج الإلكترونية والفصول الذكية وأدوات التعليم الإلكتروني المتعددة، وتطبيق تقنيات التعليم الإلكتروني كاملة بما فيها التعليم عن بعد وتطبيقات الإنترنت في هذا الجانب لكي تتمكن الجامعة من خدمة أكبر عدد ممكن من أبناء المملكة لاسيما إذا علمنا أن المملكة دولة بحجم قارة مترامية الأطراف. واقترح على وزارة التعليم العالي افتتاح فروع للجامعة في المناطق الرئيسة للمملكة وذلك لاستقطاب الطلاب عبر أكثر من فرع ومتابعتهم وتواصلهم مع أعضاء هيئة التدريس، وربط كل ذلك بالمركز الرئيس في الرياض، وأشدد هنا على أهمية وجود بيئة تعلم إلكترونية متكاملة دون الإخلال بجودة التعليم تفادياً لما يحدث الآن في بعض بيئات التعليم الإلكتروني واستغلال التعليم عن بعد لمنح درجات علمية ضعيفة لا تتواكب مخرجاتها مع رسالة التعليم العالي السامية وجودته ومخرجات سوق العمل، علماً أن المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم العالي لا تطولها الشبهات في هذا الجانب.
الجامعة السعودية الإلكترونية سوف تبدأ بتخصصات حيوية وضرورية هي العلوم الإدارية والمالية، والحوسبة المعلوماتية وكلية العلوم الصحية، وهي تخصصات حيوية ومطلوبة في سوق العمل، مما يجعل مخرجات الجامعة رافداً أساسي يدعم سوق العمل بكفاءات وطنية مؤهلة في هذه المجالات التي نحن في أمس الحاجة لها.
قرار إنشاء الجامعة بدون أدنى شك يعد قراراً تاريخياً في مسيرة التعليم العالي لأنها تعتبر الأولى من نوعها في المملكة، كما أنها سوف تكمل منظومة التعليم العالي، وأتمنى أن تحدث نقلة نوعية وكمية على جميع المستويات العلمية والعملية في المملكة.
وبالله التوفيق،،،