<P id=ctl00_cphArticleDetail_pDescription>
أصبحت القنوات الفضائية الموجهة للأطفال تلعب دورا مؤثرا في حياة النشء، بل إنها تكاد تكون شريكاً للأسرة والمجتمع والمدرسة في تشكيل شخصية الطفل وتربيته، وخصوصا أن الأطفال أصبحوا أشبه بالمدمنين على متابعتها.
هذه القنوات تستطيع – وبكل سهولة – أن تمرر ما يحلو لها، وأن تغرس الأفكار التي تروّج لها من خلال برامجها وأغانيها، بغض النظر عن فحواها سواء كان إيجابياً أو سلبيا، في ظل عجز أسري تام عن كبح جماح هذا الاهتمام الكبير من الأطفال.
وفي ظل هذا السباق المحموم من قبل الفضائيات التي تغلب "الفصحى" على جلّ برامجها، والتنافس على جذب الأطفال إلى شاشاتها، وازديادها المطرد يوما بعد يوم، لم يعد مستغرباً أن تسمع طفلاً لم يتجاوز الخامسة وهو يمزج - في حديثه - بين لهجته الدارجة وبين مصطلحات باللغة العربية الفصحى.
بصراحة، تفاءلنا كثيرا في إتقان الأطفال للفصحى، واستبشرنا بذلك، فلا شك أن إجادة الأطفال للفصحى في هذه المرحلة المبكرة هو أمر إيجابي، وذلك برأيي هو أهم ما يجنيه الأطفال من متابعتهم لتلك القنوات، لكن المخيف في الأمر هو ما تحمله هذه اللغة من ألفاظ قبيحة ليصبح من الطبيعي جداً أن يخاطبك أحد الأطفال قائلاً "سحقاً لك أيها الشرير"، أو "سأنتقم منك"، أو "أنا أمتلك قوى سحرية" وغير ذلك من الألفاظ المرعبة التي تصل إلى "سأقتلكم"!
وبهذه الألفاظ الغريبة التي أصبحت دارجة على ألسنة الأطفال، لن نفاجأ بعد أن يكبر هذا الجيل، أي بعد سنوات قليلة فقط، بأنهم يريدون أن "يدمروا"، و"يسحقوا"، ويوزعوا ضرباتهم القاضية والملتهبة في كل مكان.
حسين السويدي