من طرف
إسماعيل بن علي في الإثنين يونيو 13, 2011 7:21 pm
العمل والإنتاج في الإسلام ومشكلة البطالة
فهرس الدرس
1 نص الحديث
2 التعريف بالراوي
3 شرح الألفاظ
4 المعنى الإجمالي
5 ما يستفاد من الحديث
6 أسئلة المناقشة
عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ''لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ'' رواه البخاري.2 التعريف بالراوي
إنه الزبير بن العوام -رضي الله عنه- الذي يتلقى في نسبه مع النبي (، فأمه صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول (، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أحد الستة أهل الشورى الذين اختارهم عمر؛ ليكون منهم الخليفة بعد موته، وزوج أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.وقد أسلم الزبـير مبكرًاومات الزبير -رضي الله عنه- يوم الخميس من شهر جمادى الأولى سنة (36هـ)، وكان عمره يوم قتل (67 هـ) سنة وقيل (66) سنة.
رد: العمل والإنتاج في الإسلام ومشكلة البطالة1. مما يؤخذ من الحديث:
• مفهوم العمل: كل جهد بشري ( فكري أو يدوي) مشروع يعود على الإنسان أو
غيره بالخير والنفع والفائدة.
• حثُّ الإسلام على العمل: مهما كان هذا العمل متواضعا وبسيطا حتى ينتفع
للإنسان وينفع مجتمعه لا يكون عالة على غيره .
• محاربة الإسلام للبطالة: البطالة تجعل صاحبها عبئا وعالة على غيره ، وهذا
يُؤدي إلى ركود الحياة الاقتصادية وجمود الإنسان، ،لأن في ذلك تعطيل
للمواهب والقدرات وتشجيع على الكسل.
• نظرة الإسلام على التسول والنهي عنه: نهى الإسلام عن التسول فالمسلم عزيز
مكرم لا يمد يده للناس أبدا .
3.الإرشادات والأحكام المستفادة من الحديث:
• الحث على العمل والكسب لتحصيل الرزق.
• الاجتهاد في تحصيل الكسب الحلال.
• دعوة الإسلام إلى التعفف عن التسول.
• لا ينبغي احتقار العمل مهما كان بسيطا ومتواضعا.
• لاتحل المسألة مع القدرة على العمل والكسب إلا في حالات معينة خاصة.
الوحدة: العمل والإنتاج في الإسلام و مشكلة البطالة .
الكفاءة المستهدفة: معرفة قيمة العمل و الإنتاج في الإسلام و سبل محاربة البطالة .
نص الحديث: عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيجيئ بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيستغني بثمنها خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " (رواه البخاري).
التعريف بالصحابي راوي الحديث: هو الزبير بن العوام بن خويلد رضي الله عنه إبن عمة النبي صلى الله عليه وسلم صفيت بنت عبد المطلب أسلم و عمره (16سنة) و هو من العشرة المبشرين بالجنة وكان من المهاجرين إلى الحبشة و من الستة أهل الشورى روى أحاديث قليلة و توفي سنة (36 هجرية) .
شرح المفردات: 1)- حزمة: من حزم أي شد و منه حزمة من حطب أي مجموعة من الحطب . 2)- يستغني: يكتفي و يصبح غير محتاج .3)- يسأل: يطلب ، يمد يده .4)- منعوه: حرموه و لم يمدو له .
الإيضاح و التحليل :
1)- مفهوم العمل في الإسلام : هو كل جهد بشري شرعي بدنيا كان أم فكريا يبذله الإنسان ليعود بالنفع عليه أو على غيره. 2)- حكم العمل: العمل في الإسلام عبادة وواجب شرعي على القادر و المستطيع لأجل ضمان النفقة على النفس و الأهل قال تعالى :" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ..."(الجمعة/10).
3)- مجالات العمل: يشرع العمل في كل المجالات المشروعة وكل ما فيه منفعة مباحة لاضرر فيها على الفرد و المجتمع و هذه المجالات هي: - العمل اليدوي و العضلي كالزراعة و الصناعة و التجارة ... ، - العمل الفكري و المعنوي كالتعليم و الهندسة و الطب ...الخ.
4)- آثار العمل: - العمل هو سبب الرفاهية و اليسر المادي و به يستغني الإنسان بالكسب الحلال عن الحرام .
- بالعمل يحفظ الإنسان كرامته و عزة نفسه عن ذل المسألة و مهانتها. قال صلى الله عليه وسلم: اليد العليا خير من اليد السفلى" (رواه البخاري و مسلم) .
- إستثمار الطاقات و المواهب و المؤهلات الفطرية و المكتسبة لإستغلال خيرات الله في الأرض و الإنتفاع بها .
- القضاء على الجرائم و الآفات الإجتماعية كتناول الخمر و المخدرات... و التي من أسبابها الفراغ و البطالة .
العمل يساهم في تنشيط الإقتصاد و نهضة الأمم و الشعوب .-
يساهم العمل في ملئ الفراغ و إبعاد القلق و الكآبة من النفوس و إحلال محلها الإطمئنان و الراحة النفسية .
5)- التسول و البطالة : التسول هو سؤال الناس من أموالهم و أعطياتهم و البطالة هي عدم العمل مع القدرة على الإنتاج .
** حكم البطالة: أبغض الإسلام البطالة و ذم من يقعد عن العمل لأن في ذلك: - تعطيلا للقوى و المواهب و الطاقات البشرية عن تأدية دورها في الحياة .
- البطالة هي سبيل إلى الفقر الذي يكاد أن يكون كفرا .
- تنشر ثقافة الخمول عند الناس وهي طريق إلى جعل صاحبها عالة على المجتمع .
- تفتح الطريق للآفات الإجتماعية و النفسية كالسرقة و الكذب و فقدان الثقة بالنفس .
تؤدي إلى ركود الحياة الإقتصادية و فقدان الإحساس بقيمة الوقت .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي" (رواه أبو داود و الترمذي) .وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:" إن الله خلق الأيدي لتعمل فإن لم تجد في الطاعة عملا وجدت في المعصية أعمالا ".
** حكم التسول: التسول هو أحد نتائج البطالة وقد حاربه الإسلام للأسباب التالية: - التسول ينشر في المجتمع ثقافة الذل و المسكنة و المهانة و الأصل في الإنسان أن يكون عزيزا كريما .
- يزرع ثقافة الإتكال على الغيرويضعف قيمة العمل عند الناس .
- ينشر في المجتمع الرذائل و الآفات الإجتماعية كالكذب و الخداع و إستعطاف المارة و الإلحاح عليهم .
هو تعبير عن ضعف الشخصية التي ترفض أن يعيش الإنسان عالة على غيره .-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله عز وجل و ليس في وجهه مزعة لحم"(متفق عليه) .
* حدود التسول : الأصل في التسول التحريم كأن يسأل الناس تكثرا للمال لغير حاجة أو يسأل الناس مع القدرة على العمل قال صلى الله عليه وسلم: "لا تحل الصدقة لغني و لالذي مرة سوي "(رواه ابو داود وال ترمذي) .و لكنه قد يجوز و يكون حلالا عند الحاجة قال صلى الله عليه وسلم :"إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة :لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع "(رواه أحمد و إبن ماجه).
*** الفوائد و الإرشادات: - لا ينبغي إحتقار العمل و الإستحياء منه ما دام حلالا .
- ينبغي إجهاد النفس في تحصيل الرزق الحلال لأن ذلك واجب و عبادة .
- العمل عز و كرامة للنفس البشرية .
الشريعة الإسلامية تنهى عن التسول والبطالة مع القدرة على العمل .-
- يجوز التسول عند الحاجة إلى ذلك.