أخواتي الكريمات .. إخوتي الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وكل عام أنتم بخير ، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال ..
لقد أظلنا شهر كريم وموسم عظيم ، يعظم الله فيه الأجر ، ويجزل العطاء ، ويفتح فيه الخير ومجالات البر لكل راغب ..
شهر بلوغه لمن وفق الى ذلك يعد نعمة كبيرة لا تنافسها النعم ومنحة من الله جزيلة نحتاج الى شكره عليها حق الشكر بالرجوع الى ديننا وبالابتعاد عن مغبات الغفلة ومهاوي الردى ..
بعداً من الشر ورجاء فضل الله يتخلى الانسان في هذا الشهر الكريم عن كثير من الخلال والصفات والعادات البغيضة الى الله والناس ونفسه ..
المدخن يقلع عن شرب الدخان ساعات طوال ، وبعض من درجوا على الاستمتاع بسماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات والافلام السيئة يقلعون عن هذا السلوك كلياً او جزئياً احتراماً للشهرالفضيل وتجنباً لما يمكن أن يخدش صيامهم ..
والنمام والمغتاب وقائل الزور والكذاب ، كثير من أولئك يوفقون الى تجنب أفعالهم الشائنة هذه في رمضان مقارنة بباقي أيام السنة الأخرى تعظيماً لرمضان ، كلاً منهم يرعوي ويثوب الى رشده ويثوب اليه رشده أو بعضه خوفاً من ضياع الأجر وفوات الثواب ..
والتارك للصلاة بالكلية أو لأدائها مع الجماعة طيلة أيام السنة تجده يسابق على الانتظام في الصفوف الأولى في هذا الشهر الكريم احتسابا للأجر وتعرضاً لنفحات الرب وكرمه تبارك وعز في علاه ، والمفرط في أداء الوتر طيلة أيام السنة لا يعجزه البقاء خلف الامام حتى ينصرف من أداء صلاة التراويح ،ويبذل كل جهد ممكن للصلاة مع إمام مرتل مجود للقرآن حسن الصوت ..
وهكذا هاجرالقرآن الكريم يستزيد من قراءته في رمضان وتدبر معانيه والتفكر في آياته ما لا يفعل في غيره من الشهور ..
وبفرح لا يحد ترقب أطفال الجيران يتنقلون قبل المغرب من بيت الى بيت حاملين في أيديهم هدايا أمهاتهم للجارات الكريمات مما حفلت به موائدهن العامرة من خير عميم تحبباً وتأليفاً للقلوب ..
والشحيح يكظم شح نفسه في رمضان، والبخيل يتخلى عن بخله وينفق في سبيل الله رجاء مرضاته وفضله ..
وهكذا ،وهكذا ، تزكو الأنفس ، وترق القلوب ، وتتهذب السلوكيات ، ويدرك الانسان أنه قادرعلى تحدي نقاط ضعف نفسه وتجاوز سقطاته فقط إن هو تمسك بأهداب الدين .
أفلا نعقد العزم على أن نكون في غير شهر رمضان كما نحن في رمضان ؟