نعوذ بالله من اللصوص واللصوصية إنهم اللصوص الذين يسطون على كل شيء ثمين وكلما زاد ثمنه زاد حرص اللصوص على سرقته
نعوذ بالله من اللصوص واللصوصية إنهم اللصوص الذين يسطون على كل شيء ثمين وكلما زاد ثمنه زاد حرص اللصوص على سرقته، وشهر
رمضان المبارك فيه من الكنوز ما لا يقدر بثمن، ولذلك نخشى على هذه الكنوز من اللصوص. وما هو الثمين في رمضان؟ أشياء كثيرة وكبيرة منها:
_ من قام
رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
_ من صام
رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
_ من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
_ فيه ليلة هي خير من ألف شهر
_ شهر
رمضان الذي أنزل فيه القرآن
_ وعمرة في
رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم
_ ولله في كل ليلة من لياليه عتقاء من النار
إنها كنوز أثمن من كل ثمين في الدنيا، ولذلك على كل عاقل أن يحرص على الحفاظ على رمضان، وما أودع الله فيه من الخيرات والبركات ولك عزيزي القارئ أن تتساءل هل هناك لصوص لرمضان؟
أقول نعم وهم الذين يفوتون على المسلم والمسلمة استغلال
رمضان من حيث يعلمون أو لا يعلمون ومثال ذلك:
أولا: مجالس اللغو والقيل والقال والغيبة والنميمة فهي تفسد صوم الصائم ولسانه مع أن السلف رحمهم الله كانوا يوقفون دروسهم في الحديث والفقه وغيرهما لأجل التفرغ للقرآن. إنهم استكثروا أن يشتغلوا بدروس العلم على فضلها عن القرآن والعيش معه فكيف بمن ضيع وقته في مجالس اللغو والكلام الذي لا طائل من ورائه.
ثانيا: بعض البرامج التلفزيونية والمسلسلات والفوازير الرمضانية التي وصلت حد الإسفاف والامتطاط الأخلاقي حتى إنك تقف في حيرة من بعض المنتجين والقائمين على هذه البرامج والمسلسلات ماذا يستفيدون من هذه الإساءة في
رمضان وجرح مشاعر المسلمين؟
يطول عجبك من المستوى الذي وصل إليه البعض في هذه البرامج والتي أتخمت بها القنوات الفضائية على كثرة هذه القنوات، وأصبح التنافس فيمن يفسد على الصائمين صومهم، وتعجز أن تجد تبريرا لما يفعل هؤلاء.. نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين.
نحن يا أحبة: لا نملك أن نسد الفضاء أو نحجب الأضواء أو نتحكم بتصرفات الآخرين لكن نملك عقولنا وأبصارنا وأسماعنا.
يجب أن نحافظ على قدسية هذا الشهر وطهره، ونحافظ على مكاسبنا العظيمة فيه، فلا نهدم ما بنيناه في أوله بما نجترح في آخره، لماذا يصر البعض على نشر ثقافة أن
رمضان موسم للتهريج والاستظراف والتسمر أمام الشاشات، مع أن الأولى بنا أن نعمر المساجد ونتسابق في صلة الرحم والإحسان للمحتاجين والتعرض لنفحات الله الكريمة.
ثالثا: الإسراف في التسوق، وضياع هذه الأوقات الكريمة بالتسكع وشراء ما لا يلزم، وتفويت الأوقات الكبيرة، إضافة إلى قسوة القلب وذهاب الروحانية مع أنه لا إشكال في التسوق في
رمضان لما يحتاج الإنسان لكن ما أحذر منه هو تضييع الأوقات الكبيرة فيما فيه ضرر، أو لا فائدة منه أصلا.
والخلاصة الحذر الحذر من لصوص رمضان، ولك أن تتخيل كم لص في
رمضان يستطيع "ساهر" أن يرصده لو قدر له ذلك؟!
تركي الغامدي